عَزِيزِ أخنوش يعفي عَمِيد كُلِّيَّةِ الحُقوقِ بجامِعَةِ ابنِ زهرٍ بأكادير
- TA3LIM24
- 3 juil.
- 2 min de lecture
Dernière mise à jour : 6 juil.
يُعدُّ قَرارُ رَئِيسِ الحُكومَةِ, عَزِيزِ أخنوش, القاضِي بإعفاءِ عَمِيدِ كُلِّيَّةِ الحُقوقِ بجامِعَةِ ابنِ زهرٍ بأكادير, على إثْرِ اقتراحٍ مِنْ وَزِيرِ التَّعْلِيمِ العالِي, عَزِّ الدِّينِ المِيداوِي, نُقْطَةً فاصِلَةً في مَسارِ مُكافَحَةِ الفَسادِ داخِلَ المُؤسَّسَةِ الجامِعِيَّةِ. لَقَدْ جاءَ هذا القَرارُ لِيُؤَكِّدَ حَزْمَ السُّلطاتِ في التَّصَدِّي لِما باتَ يُعْرَفُ إعلامِيًّا بفضيحةِ "ماستر قيلش", التِي هَزَّتْ أركانَ الجامِعَةِ, وكَشَفَتْ عن خيوطٍ مُتَشابِكَةٍ مِنْ السَّمْسَرَةِ في شَهاداتِ الماسترِ والدكتوراه.
تَفاصِيلُ الفَضِيحَةِ: ماستر قيلش يكشفُ المستورَ
لَمْ تَكُنْ قَضِيَّةُ "ماستر قيلش" مُجَرَّدَ حادثٍ عابِرٍ, بَلْ كانَتْ صَدْمَةً اهْتَزَّتْ لها الأوساطُ الأكادِيمِيَّةُ والرأيُ العامُّ على حَدٍّ سَواءٍ. فَقَدْ تَفَجَّرَتِ القَضِيَّةُ عَقِبَ تَدَاوُلٍ واسِعٍ لِمَعلوماتٍ تُشِيرُ إلى وُجُودِ وُسَطاءَ, وَطَلَباتٍ مالِيَّةٍ بَلَغَتْ مَبالِغَ كَبِيرَةً, مُقابِلَ الوُلُوجِ إلى بَعْضِ مَسالِكِ الماسترِ والدكتوراه. لَمْ تَعُدِ الجامِعَةُ مَكَانًا لِتَكافُؤِ الفُرَصِ, بَلْ تَحَوَّلَتْ إلى سُوقٍ تُباعُ فِيهِ المَقاعِدُ, وتُشْتَرَى الشَّهاداتُ. هذا الوَضْعُ أثارَ استياءً كَبِيرًا, وَتَسَاؤُلاتٍ مُلِحَّةً حَوْلَ مَصْدَاقِيَّةِ الشَّهاداتِ, وَقِيمَةِ التَّعْلِيمِ العالِي في المَغْرِبِ.
تداعياتٌ واسعةٌ: هَلْ يَمْتَدُّ لَهَبُ الفَسادِ؟
لَمْ يَقْتَصِرْ صَدَى هذه الفَضِيحَةِ على جامِعَةِ ابنِ زهرٍ وَحَسْبُ, بَلْ امْتَدَّ لِيَطالَ مُؤسَّساتٍ جامِعِيَّةً أُخْرَى, مِمّا يُشِيرُ إلى احْتِمالِ وُجُودِ شَبَكَاتٍ أَوْسَعَ لِلفَسادِ داخِلَ قِطاعِ التَّعْلِيمِ العالِي. هذا الوَضْعُ يَسْتَدْعِي تَدَخُّلًا حاسِمًا, وَتَحْقِيقًا مُعَمَّقًا لِكَشْفِ كُلِّ المُتَوَرِّطِينَ, وَضَمَانِ الشَّفافِيَّةِ والنَّزَاهَةِ في عَمَلِيَّاتِ القَبُولِ, وَمَنحِ الشَّهاداتِ. فَالْفَسادُ في الجامِعَةِ يَعْنِي تَدْمِيرًا لِمُسْتَقْبَلِ الأجْيالِ, وَقَضَاءً على آمالِ الطُّلابِ الطَّامِحِينَ إلى التَّعْلِيمِ المُمَيَّزِ.
قَراراتٌ حاسِمَةٌ: نَحْلى مَزيدٍ مِنَ القَراراتِ الجَرِيئَةِ, التِي تُعِيدُ الثِّقَةَ إلى المُؤسَّسَةِ الجامِعِيَّةِ, وَتُعَزِّزُ مَكانَتَها كَصَرْحٍ لِلْعِلْمِ والمعرفةِ.
تَطَلُّعاتُ المُسْتَقْبَلِ: جامِعَةٌ بِلا فَسادٍ؟
في خِضَمِّ هذه التَّطَوُّراتِ, يَبْقَى السُّؤالُ مَطْرُوحًا: هَلْ سَتَكُونُ هذه القَضِيَّةُ حَافِزًا لِتَطْهِيرِ الجامِعاتِ مِنْ كُلِّ أشْكالِ الفَسادِ؟ وَهَلْ سَنَشْهَدُ إصْلاحًا جَذْرِيًّا يُعِيدُ لِلْجامِعَةِ المغربِيَّةِ بَرِيقَها وَدَوْرَها الرِّيادِيَّ؟ إنَّ المُسْتَقْبَلَ وَحْدَهُ كَفِيلٌ بِالإِجابَةِ عن هذه التَّساؤُلاتِ, غَيْرَ أنَّ الأَمَلَ يَبْقَى مَوْجُودًا في إِقامَةِ نِظَامٍ جامِعِيٍّ يَسُودُهُ العَدْلُ والمساواةُ, وتَتَكَافَأُ فِيهِ الفُرَصُ لِجَمِيعِ الطُّلابِ, بَعِيدًا عن أيِّ شُبُهاتٍ لِلفَسادِ أوِ المحسوبِيَّةِ.
وَ إصْلاحٍ جَذْرِيٍّ؟
إنَّ قَرارَ إعفاءِ عَمِيدِ الكُلِّيَّةِ, وَإنْ كانَ خُطْوَةً إيجابِيَّةً, يَبْقَى مُجَرَّدَ بِدايَةٍ لِمَسارٍ طَوِيلٍ مِنَ الإصْلاحِ. فالْقَضِيَّةُ تَحْتاجُ إلى مَزيدٍ مِنَ التَّدابِيرِ الصَّارِمَةِ, وَتَقْوِيَةِ آليَّاتِ الرَّقَابَةِ والمُحاسَبَةِ, لِضَمَانِ عَدَمِ تَكْرارِ مِثْلِ هذه الفَضائِحِ في المُسْتَقْبَلِ. وَيُؤَكِّدُ مُرَاقِبُونَ أنَّ هَذا القَرارَ يُشَكِّلُ رِسالَةً واضِحَةً لِكُلِّ مَنْ يُفَكِّرُ في استِغْلالِ مَنْصِبِهِ لِتَحْقِيقِ مَصالِحَ شَخْصِيَّةٍ على حِسابِ مَصْلَحَةِ الوَطَنِ والمُواطِنِينَ. وَيَتَطَلَّعُ الرأيُ العامُّ إ



Commentaires