عاجل القبض على الطبيب الهارب لفرنسا المتهم بقتل زوجته الطبيبة بفاس
- TA3LIM24
- ٢٩ يوليو
- 3 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: ٣١ يوليو

في تطور مثير ومفاجئ لقضية شغلت الرأي العام المغربي والوسط الطبي على مدار الأسابيع الماضية، تمكنت السلطات الفرنسية، بتاريخ الثلاثاء 29 يوليوز 2025، من إلقاء القبض على الطبيب المغربي المشتبه فيه بقتل زوجته الطبيبة بمدينة فاس، وذلك بعد فراره إلى فرنسا في محاولة يائسة للتواري عن العدالة. هذه الجريمة البشعة، التي بدأت باختفاء غامض وانتهت باكتشاف مروع لجثة الضحية، كشفت عن سلسلة من الأحداث المعقدة ومحاولات التضليل التي باءت بالفشل أمام يقظة الأجهزة الأمنية والقضائية.
موقع تعليم24، يتابع تطورات القضية ويزودكم بجديد الأحداث، حيث تعود فصول القضية إلى بلاغ تقدمت به عائلة الطبيبة الضحية، يفيد باختفاء ابنتهم وزوجها في ظروف غامضة بمدينة فاس قبل نحو أسبوعين. هذا الاختفاء المريب سرعان ما أثار قلق العائلة، ودفعهم إلى التوجه للجهات المختصة لفتح تحقيق. الشكوك بدأت تحوم حول الزوج منذ اللحظات الأولى، خاصة مع عدم تقديم أي تفسير منطقي لاختفائهما المفاجئ، وتصرفاته التي كانت تبعث على الريبة. الطبيب المتهم، والذي كان يعمل في المستشفى الجهوي الغساني بفاس، أصبح محور التحقيقات الأولية، بعد أن لوحظت سلوكياته غير الطبيعية واختفائه بعد فترة وجيزة من اختفاء زوجته.
فقد عُثر على جثة الطبيبة الضحية مدفونة بعناية فائقة داخل حديقة منزل عائلي بمنطقة أولاد زباير، التابعة لإقليم تازة. هذا الاكتشاف المروع لم يؤكد فقط أن الطبيبة قد لقيت حتفها بطريقة عنيفة، بل كشف أيضاً عن محاولة جادة من الجاني لإخفاء جريمته ونقل الجثة إلى منطقة بعيدة عن مسرح الجريمة الأصلي في فاس. العثور على الجثة في هذا الموقع النائي كان بمثابة دليل قاطع حول تورط الطبيب الزوج، ووجه بوصلة التحقيق مباشرة نحوه. فور تأكد السلطات المغربية من تورط الطبيب الزوج في الجريمة، وبعد تيقنها من فراره إلى فرنسا، أصدرت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بفاس أمراً دولياً بإلقاء القبض على المشتبه فيه. هذا الإجراء يعكس مدى فعالية التنسيق القضائي والأمني الدولي بين المغرب وفرنسا، والالتزام المشترك بملاحقة الجناة العابرين للحدود وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
وبالفعل، لم يمض وقت طويل على إصدار مذكرة الاعتقال الدولية، حتى تمكنت السلطات الفرنسية من تحديد مكان الطبيب الهارب وإلقاء القبض عليه صباح يوم الثلاثاء 29 يوليوز 2025. المشتبه فيه أصبح الآن رهن الحراسة الأمنية في فرنسا، في انتظار استكمال مسطرة تسليمه إلى السلطات المغربية. هذه المسطرة القانونية ستضمن عودة المتهم إلى المغرب ليتم تقديمه أمام العدالة ومحاكمته وفقاً للقوانين الجنائية المعمول بها في المملكة. لقد أحدثت هذه الجريمة البشعة، التي راح ضحيتها طبيبة شابة على يد زوجها الذي يمارس نفس المهنة النبيلة، صدمة عميقة في الأوساط الطبية المغربية وفي المجتمع بأسره. تفاصيل الجريمة وقسوتها هزت المشاعر وأثارت تساؤلات حول الدوافع التي يمكن أن تدفع شخصاً لارتكاب مثل هذا الفعل الشنيع.
تفاصيل الجريمة وتطورات التحقيق
اختفت الطبيبة في 14 يوليوز بعد مغادرتها عملها بالمندوبية الجهوية للصحة بفاس، ليتم العثور على جثتها بعد ثلاثة أيام بنواحي تازة. تزامن هذا الاكتشاف مع رصد الشرطة لآثار دماء داخل سيارة زوجها، الذي يعمل بالمستشفى الجهوي الغساني، والذي كان قد توجه إلى فرنسا.
أصدرت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بفاس أمراً دولياً بإلقاء القبض على الزوج المشتبه فيه، بعد تجميع مؤشرات مادية وتقنية قوية تدعم الاشتباه في تورطه. كشفت التحقيقات أن العلاقة الزوجية كانت تشهد توتراً حاداً، وأن الجريمة نُفذت بفاس قبل نقل الجثة إلى منطقة أولاد زباير، على بعد حوالي 125 كيلومتراً، في محاولة لإخفاء معالم الجريمة.
تتواصل الجهود بين السلطات القضائية المغربية والفرنسية لتسليم المشتبه فيه إلى العدالة المغربية، حيث يُنتظر أن يواجه تهماً ثقيلة تشمل القتل العمد مع سبق الإصرار وإخفاء الجثة. تركز الأبحاث الجارية، تحت إشراف النيابة العامة، على تحليل المعطيات التقنية للهاتف النقال، وفحص الأدلة البيولوجية، والاستماع إلى الشهود، للكشف عن جميع ملابسات هذه الجريمة المروعة.
هذا الحادث الأليم يسلط الضوء أيضاً على أهمية دور الأجهزة الأمنية والقضائية في تتبع الجناة وضمان محاسبتهم، حتى وإن حاولوا التواري عن الأنظار خارج الحدود. كما يعزز الثقة في المنظومة القضائية التي تسعى جاهدة لتحقيق العدالة للضحية ولأهلها، وللمجتمع الذي صُدم بهذه الجريمة. هذه القضية تذكرنا بأهمية تطبيق القانون وسيادة العدل كركيزتين أساسيتين لاستقرار وأمن المجتمع. مع إلقاء القبض على الطبيب المتهم، تتجه الأنظار الآن نحو استكمال إجراءات تسليمه للمغرب. من المتوقع أن تكشف فصول المحاكمة عن المزيد من التفاصيل والخبايا حول الدوافع والظروف المحيطة بهذه الجريمة المروعة. سيسعى القضاء المغربي إلى تحقيق العدالة الكاملة للفقيدة ولأسرتها، وللمجتمع الذي صُدم بهذه الجريمة
تعليقات